الأحد، 16 سبتمبر 2012

المعلم الأول



المعلم الأول


عمري ست سنوات
كنا في ليبيا
نجلس على الكراسي الجلد .. مازلت أذكرها
تأتي موسيقى ناي عفت
تشير ماما علامة "هسسسسسسسسسس"
اجلس أنا وأخي بجوارها ويبدأ مصطفى محمود الحلقة
"العلم والإيمان"
نفهمه قليلا
نشاهد فيلم علمي
روعة
روعة
نستمتع به فوق الخيال
ندعو الله أن يطول الفيلم التسجيلي من كتر روعته
ينتهي ونحن نسبح الله
تأتي خواطره بعد الفيلم
بها الكثير من السكينة والفهم والإيمان .. نفهمه قليلا

تبدأ أمي في سرد قصة د. مصطفى محمود
وأنه في طريق الإيمان واجه الكثير من العسرات



أمسك كتاب من كتبه
أقلد أمي
أتحاشى أن أحرك العلامة التي وضعتها أمي عند ما أنتهت من قراءته
حتى لا تغضب مني
أقلب صفحات "رأيت الله" بتأني
لا أفهم شيء
ولكني أُكبر هذا الرجل
بعدها بسنوات أقرأ "حوار مع صديقي الملحد"
وتبدأ مرحلة جديدة مع قراءة الكتب

حوار مع صديقي الملحد أخذني لعالم أخر ونوعية أخرى من القراءة

تمر السنون
ويختفي الرجل وراء ستار
بلد أعلنت الحرب على العلم والعلماء
فيتخذ لنفسه خلوة وأفتقده وأفتقد خواطره وأفلامه بشده
مازلت على إعجابي به


تمر سنون وأسمع أنه من القرآنين
الذين ينكرون السنة بكل كتبها
أتعجب
ولا أعلم هل هذه حقيقة أم خيال

أدعو الله أن يهديه سواء السبيل ويكتبه من أصحاب الخاتمة الحسنة
ومازلت على إعجابي به

د. مصطفى محمود
أنت أول من شاهدتك عالما
أنت أول من أحببتك عالما
أنت أول من أحترمتك عالما
أنت و د. جوهر في "عالم البحار" من علمتوني قيمة العلم
عندما كان التلفزيون أداة علم وثقافة عالية
اللهم أرحم د. مصطفى رحمة واسعة وتجاوز عنه
اللهم تقبل منه الحسنات وتجاوز عن اللم والسيئات وأرفع شأنه وأعل قدره
لأنه كان لكثير منا .. المعلم الأول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق