الثلاثاء، 7 فبراير 2012

عصفور


يحكى أن عصفورذات يوم شعر بعطش شديد جدا فنزل جدولا فى طريقه وقبل أن يشرب لفت نظره صفاء الجدول فلم يكن كباقى الجداول التى قابلها أثناء طيرانه فكانت ألوانها تسر الناظرين وتتسم بصفاء لميشعر بمثله من قبل ووكان قلبه يدق بألم فقد أنهكه الطيران وكأنه جاء من سفر بعييد وسأله الجدول من أنت وانتفض لكلماته فلم يقابل جدول يتكلم من قبل ولم يكن دهشته منه بأقل من دهشته من نفسه فقد أجابها لأول مرة يسمع صوته وهو يتحدث وكانا الأثنين فى لقاء نادر جدا كل منهما يسمع للآخر ويسمع صوته لأول مرة لأول مرة يريد أن يسكن أرضا قد أحس انها تريد أن تكون معه بقية عمره تحدثا كثيرا كان حديثهما تعجب له العصافير والفراشات التى تطير وفجأة صمت عن الكلام فتعجب وشعر بألم من نوع آخر ورائ نزيفا مشتركا بينهما فقد آثار الكلام الشجن والجنون وعرف كل منهم لما كان لا يتكلم من قبل فقد تعلم الجدول ان يتأمل الناس ولا يتشارك معهم الحديث وكذلك هو ولأول مرة شعراانهم نفس الروح نفس الإحتياجات تبدلت كثيرا حين كانت معه بدأت اظافره تختفى وريشه يتساقط وكأن كل الأسفار التى حولته الى عصفور بري بحديث صافى معه حولها الى عصفور رقيق وبكى واختطلت دموعه الذكية بمياه الجدول وانتفض كان دموعه حارقة واكتشفا كل منهما استحالت البقاء جوار الآخر فكان عليها الرحيل بقلب جريح ونظر اليه وقد عرف ان مكانها معه وتاكد من استحالة بقائه الى جواره ووجد مياهها قد فاضت فقد كان يبكى لفراقه كان يمشى مترنحا كان قلبه يقطر دما وبكت عليهما الفراشات والطيور والعصافير ونزلوا الى الجدول يواسونه ولا يستطيعون اللحاق بها فكانت يصرخ من آلامه ويبتعد ........فقد كانعصفور وقد كان جدول وتحولت حكايتهم لأسطورة فى الحديقة لحب لم يكتمل ...

هناك تعليق واحد:

  1. قَدْ تُصْبِحُ لَحَظاتُ الْحُزْنِ هِيَ الْمُسَيْطِرُ الوَحيدُ على حَياتِنا ولَكِنْ دَوْماً هُناكَ فُسْحَةَ أَمَل طَالَما أنْ هُناكَ قُلوباً تُعانِقُ أوْجاعَنا

    ردحذف